من آثار الدمار الذي خلفته السيول في درنة.
من آثار الدمار الذي خلفته السيول في درنة.
-A +A
«عكاظ»(جدة)okaz_online@

بينما لم ينته الليبيون بعد من لملمة جراح كارثة السيول التي ضربت شرق البلاد، خصوصا مدينة درنة، وجدوا أنفسهم أمام تحذيرات بإمكانية تكرار المأساة في مناطق الغرب الليبي. وأعلن جهاز طب الطوارئ والدعم في ليبيا تحذيراً لسكان جنوب غرب البلاد من تشكل السيول نتيجة الأمطار الغزيرة المتوقعة خلال الأيام القادمة.

وتوقع الجهاز في بيان له، اليوم (السبت)، أن تشهد المنطقة الجنوبية هطول أمطار غزيرة في الأيام القادمة مع التغيرات المناخية التي تشهدها وفي ضوء التنبؤات الجوية الحالية. وحذر من أن هذه الأمطار الغزيرة قد تتسبب في تشكل سيول وارتفاع منسوب المياه نظرا إلى وجود مناطق منخفضة في المنطقة.

وتزامنت هذه التحذيرات مع مخاوف أعرب عنها سكان محليون يعيشون بالقرب من سدود متهالكة في ليبيا من تكرار المأساة بسبب عدم الصيانة. وأكد السكان احتمال تعرض سد وادي كعام، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 33 مليون متر مكعب من المياه، للانهيار في حالة امتلائه، بما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى سيل جارف على غرار ما جرى في درنة جراء الإعصار دانيال.

وعبروا عن مخاوفهم من امتلاء السد مجددا وتكرار ما حدث، لأن هطول الأمطار بما يزيد على حده سيؤدي إلى طوفان وسيل قوي جدا سيغطي زليتن ووادي كعام والخمس، خصوصا أن تلك السدود لم تخضع لعمليات صيانة منذ أكثر من 10 سنوات.

وتعتبر هذه السدود أحد أكبر السدود الترابية في منطقة غرب ليبيا.

يذكر أن السيول القوية التي ضربت المدينة قبل أكثر من أسبوعين تسببت في مقتل آلاف الناس، وتدمير البنية التحتية وتهالك المرافق المخصصة لنقل المياه وتنقيتها، خصوصاً شبكات الصرف الصحي ومحطات التحلية.

ولا تزال فرق الإنقاذ تواصل جهودها في انتشال الجثث والبحث عن المفقودين، بينما تواجه السلطات المحليّة صعوبات في التعامل مع الجثث بعد تحلّلها وتعفنها وتزايد الروائح المنبعثة منها.

وقبضت السلطات الليبية على عدد من المسؤولين بينهم رئيس بلدية درنة، بناء على اتهامات تتعلق بالتقصير الذي تسبب في الكارثة الإنسانية التي شهدتها المدينة بانهيار سديها.